اختيار المغرب بالإجماع لاستضافة أكبر تجمع أمني عالمي في 2025

سهام عطالي الجمعة 20 ديسمبر 2024 - 15:00

تأكيدا لريادتها ومكانتها البارزة كفاعل أساسي ومؤثر في المنظومة الأمنية العالمية، نجحت المديرية العامة للأمن الوطني، برئاسة عبد اللطيف حموشي، في الظفر بشرف تنظيم أشغال الدورة الثالثة والتسعين للجمعية العامة للمنظمة الدولية للشرطة الجنائية “أنتربول”، والتي من المقرّر تنظيمها بمدينة مراكش سنة 2025، اختيار يأتي تتويجا لجهود المغرب المستمرة في تعزيز الأمن والاستقرار في المنطقة، بالإضافة إلى دوره المتنامي في التعاون الدولي لمكافحة الجريمة المنظمة والإرهاب.

نيل المملكة المغربية لشرف تنظيم هذه التظاهرة الدولية، يعكس مكانتها المرموقة على الساحة الدولية، واعترافا بجهودها المبذولة لتعزيز الأمن الداخلي والخارجي، كما يجسد كذلك التزام المملكة بمبادئ التعاون الدولي وتقديم الدعم لمواجهة التحديات الأمنية العالمية التي باتت تتطلب تظافر الجهود المشتركة بين الدول والمنظمات.

وتعد الجمعية العامة أرفع وأسمى هيئة إدارية وتقريرية داخل منظمة الأنتربول، وتنعقد بشكل دوري وتضم رؤساء المصالح والأجهزة المكلفة بتطبيق القانون في الدول الأعضاء، الذين يجتمعون بغرض تقييم التحديات الأمنية على الصعيد الدولي، وتحليل الأنماط الإجرامية المستجدة، ودراسة سبل مواجهتها من منظور جماعي ومشترك.

المغرب، الذي يتمتع بتجربة غنية في مجال مكافحة الإرهاب، قام بعدة مبادرات لتعزيز الأمن، سواء على المستوى الوطني أو الدولي. من خلال استراتيجيات متكاملة، ساهم المغرب في خلق بيئة أمنية مستقرة، وهو ما لقي إشادة من مختلف الهيئات الدولية. كما أن احتضان المغرب لمؤتمرات وندوات تتعلق بالأمن الدولي يعكس التزامه العميق بتعزيز التعاون الأمني.

مباشرة بعد الإعلان عن فوز المغرب بشرف تنظيم الدورة 93 للجمعية العامة للمنظمة الدولية للشرطة الجنائية “أنتربول”، عبر عبد اللطيف حموشي، المدير العام للأمن الوطني ومراقبة التراب الوطني، عن امتنان المملكة المغربية لكل من دعم وساند احتضان مدينة مراكش لهذه التظاهرة الدولية، مجددا التأكيد على التزام المغرب بتعزيز الجهود الدولية لمكافحة الإرهاب ومختلف صور الجريمة العابرة للحدود الوطنية.

وخلال مشاركته في أشغال الدورة 92 لمنظمة الأنتربول التي أقيمت بالعاصمة النمساوية فيينا، جدد حموشي في كلمة له، أمام وفود الدول الأعضاء في المنظمة، التأكيد على جاهزية مصالح الأمن المغربية لاحتضان هذا المحفل الأمني المرموق، ودعمها الثابت لمنظمة الأنتربول وللدول الأعضاء في مساعي تحقيق الأمن وإرساء الاستقرار العالمي.

ملف ترشيح المغرب لاستضافة هذا الحدث الدولي، تضمن عرض شريط فيديو، أبرز مؤهلات المملكة والتطور الكبير الذي تشهده، بقيادة الملك محمد السادس، فضلا عن إبراز مظاهر التحديث والتطوير الذي عرفته المصالح الأمنية المغربية، وجعلها تتبوأ مكانة هامة ورائدة في مجال التعاون الأمني الدولي.

ومن شأن احتضان هذه التظاهرة الدولية، التي ستعرف مشاركة 196 دولة عبر العالم، تعزيز صورة المملكة على الصعيد الدولي، كوجهة عالمية لاحتضان كبرى الملتقيات العالمية، بشكل يثبت أهليتها لاحتضان منافسات كأس العالم لسنة 2030، جنبا إلى جنب بلدين أوربيين بارزين من حجم إسبانيا والبرتغال.

إن استضافة المغرب لتجمع أنتربول للعام 2025 تبرز قدرته على تقديم نماذج فعالة في مجال الأمن، تعتمد على التنسيق بين مختلف الهيئات الأمنية. وسيكون هذا الحدث فرصة لتبادل التجارب والخبرات، وتعزيز التعاون بين الدول الأعضاء في مواجهة التحديات المشتركة.

من جهة أخرى يجسد الدعم الكبير والتصويت على ملف المغرب لاحتضان الدورة الثالثة والتسعين للجمعية العامة لمنظمة الأنتربول، مصداقية المملكة لدى شركائها على الصعيد الإقليمي والقاري والعالمي، باعتباره بلدا آمنا وشريكا جادا وموثوقا فيه في الجهود الدولية لتعزيز الأمن والاستقرار.

ويؤشر اختيار المملكة من طرف ممثلي الدول الأعضاء في منظمة الأنتربول، على الثقة العالية والمصداقية الكبيرة في المؤسسات الأمنية المغربية، التي راكمت تجارب وخبرات مهمة في مجال مكافحة الإرهاب والجريمة المنظمة، وباتت تضعها اليوم رهن إشارة مختلف الدول الأعضاء في منظمة الأنتربول.

استضافة المغرب لهذا التجمع الأمني العالمي يمثل إنجازا مهما ليس فقط للمملكة، بل للمنطقة بأسرها. فهو يتيح فرصة لتبادل الخبرات والمعرفة بين الدول الأعضاء في أنتربول، مما يسهم في تطوير استراتيجيات فعالة لمواجهة التهديدات الأمنية. بالإضافة إلى ذلك، سيساهم الحدث في تعزيز صورة المغرب كمركز للأمن والاستقرار في المنطقة.

اختيار المغرب لاستضافة أكبر تجمع أمني عالمي يعكس تزايد الثقة الدولية في قدراته، وهذا الحدث، الذي سيجمع كبار المسؤولين الأمنيين من جميع أنحاء العالم، ليس مجرد فرصة للاحتفال بالإنجازات، بل هو أيضا منصة لتطوير استراتيجيات جديدة لضمان أمن الجميع.

ومن شأن تنظيم الدورة 93 للجمعية العامة للمنظمة الدولية للشرطة الجنائية “أنتربول”، أن تكون له انعكاسات كبيرة وإيجابية على المملكة، بشكل يساهم في تعزيز صورتها كوجهة آمنة وقادرة على تنظيم تظاهرات عالمية ضخمة، وكذا تنشيط القطاع السياحي والاقتصادي بالنظر إلى حجم الوفود الدولية المشاركة.

حدث بحجم الدورة 93 للجمعية العامة للمنظمة الدولية للشرطة الجنائية “أنتربول”، المقرر تنظيمه بمراكش الحمراء، من شأنه كذلك تعزيز التعاون الثنائي والمتعدد الأطراف مع الدول الأعضاء في مجالات الأمن والاقتصاد.

وتأكيدا على أحقية المملكة لاحتضان هذه التظاهرة العالمية ومكانتها البارزة قاريا في مجال التعاون الأمني، تم شهر نونبر الماضي انتخاب والي الأمن محمد الدخيسي، مدير الشرطة القضائية الذي يرأس المكتب المركزي الوطني- أنتربول الرباط، لشغل منصب نائب رئيس المنظمة الدولية للشرطة الجنائية عن قارة إفريقيا، وذلك بعد ترشحه لهذا المنصب في انتخابات اللجنة التنفيذية للأنتربول، ونيله لغالبية أصوات المشاركين في أشغال الدورة الثانية والتسعين لهذه المنظمة، بمدينة غلاسكو بإسكتلندا.

إن المغرب اليوم، بفضل جهوده المستمرة، يثبت أنه شريك رئيسي في تعزيز الأمن العالمي، ويعمل على بناء مستقبل أكثر أمنا للجميع.

تابعوا آخر الأخبار من جريدة مغرب اليوم على Google News تابعوا آخر الأخبار من جريدة مغرب اليوم على WhatsApp تابعوا آخر الأخبار من جريدة مغرب اليوم على Telegram

أضف تعليقك

1000 / 1000 (عدد الأحرف المتبقية)

من شروط النشر : عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الإلهية، والابتعاد عن التحريض العنصري والشتائم.

تعليقات

0

مقالات ذات صلة

الخميس 9 يناير 2025 - 15:00

فيديو متداول لترامب يعزف أثناء إعلان ترودو استقالته

الخميس 9 يناير 2025 - 14:00

البابا فرنسيس يصف الوضع في غزة بأنه “مخز”

الخميس 9 يناير 2025 - 13:00

دنيا بطمة تقترب من الحرية بعد قضاء عام في سجن الوداية

الخميس 9 يناير 2025 - 12:00

شكاية جديدة ضد مالك “سيتي كلوب”

Exit mobile version